القدس Admin
عدد المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 04/04/2011 العمر : 33 الموقع : فوج جيل نوفمبر54
| موضوع: مجازر 8 ماي 1945 الإثنين مايو 09, 2011 12:45 am | |
| 1- الطريق إلى أحداث الثامن ماي 1ـ الوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945: كانت الجهود مبذولة بين أعضاء أحباب البيان والحرية لتنسيق العمل وتكوين جبهة موحدة، وكانت هناك موجة من الدعاية انطلقت منذ جانفي 1945 تدعوا الناس إلى التحمس لمطالب البيان. وقد انعقد مؤتمر أحباب البيان الذي أسفر عنه المطالبة بإلغاء نظام البلديات المختلطة والحكم العسكري في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة رسمية، ثم المطالبة بإطلاق سراح مصالي الحاج. وقد أدى هذا النشاط الوطني إلى تخوف الفرنسيين وحاولوا توقيفه عن طريق اللجان التي تنظر إلى الإصلاح، وكان انشغالهم بتحرير بلدهم قد أدى إلى كتمان غضبهم وظلوا يتحينون الفرص بالجزائريين، وكانوا يؤمنون بضرورة القضاء على الحركة الوطنية 2- مظاهر الاحتفال بنهاية الحرب الثانية: كان زعماء الحركة الوطنية يحضرون إلى الاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية، عن طريق تنظيم مظاهرات تكون وسيلة ضغط على الفرنسيين بإظهار قوة الحركة الوطنية ووعي الشعب الجزائري بمطالبه، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائري في أول ماي 1945.. ونادى الجزائريون بإطلاق سراح مصالي الحاج، واستقلال الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني، وكانت المظاهرات سلمية. فيما ادعى الفرنسيون أنهم اكتشفوا (مشروع ثورة) في بجاية خاصة عندما قتل شرطيان في الجزائر العاصمة.. فبدأت الاعتقالات والضرب وجرح الكثير من الجزائريين. ولما أعلن عن الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شرع المعمرون في تنظيم مهرجان الأفراح، ونظم الجزائريون مهرجانا خاصا بهم ونادوا بالحرية والاستقلال بعد أن تلقوا إذنا من الإدارة الفرنسية للمشاركة في احتفال انتصار الحلفاء. 3- المظاهرات: خرج الجزائريون في مظاهرات في يوم 8 ماي 1945 ليعبروا عن فرحتهم بانتصار الحلفاء، وهو انتصار الديمقراطية على الدكتاتورية، وعبروا عن شعورهم بالفرحة وطالبوا باستقلال بلادهم وتطبيق مبادئ الحرية التي رفع شعارها الحلفاء طيلة الحرب الثانية، وكانت مظاهرات عبر الوطن كله وتكثفت في مدينة سطيف التي هي المقر الرئيسي لأحباب البيان والحرية، ونادوا في هذه المظاهرات بحرية الجزائر واستقلالها.4- المجازر : كان رد الفرنسيين على المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون هو ارتكاب مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي واستعملوا فيه القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومداشر ودواوير بأكملها. ودام القمع قرابة سنة كاملة نتج عنه قتل أكثر من 45000 جزائري، دمرت قراهم وأملاكهم عن آخرها. ووصلت الإحصاءات الأجنبية إلى تقديرات أفضع بين 50000 و70000 قتيل من المدنيين العزل فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين الذين كثيرا ما تباهوا بالتحضر والحرية والإنسانية. -2-- في انتفاضة شعبية ثانية عقب أحداث 08 ماي 1945 "فج أمزالة".. الأحداث المجهولة عرف الكثيرون تفاصيل عديدة عن أحداث 8 ماي 1945 التي وقعت بكل من سطيف، خراطة وقالمة غير أن القليلين فقط من يعلم بأحداث "فج أمزالة" (فرجيوة حاليا) دوار المنار تسدان والعياضي التي وقعت في اليوم الموالي أي في التاسع من ماي 1945، ففي ظهيرة ذلك اليوم تجمع المئات من سكان هذا السهل ومن مناطق أخرى قريبة كائنة بجسر بوصلاح الذي يقع على بعد 800 متر من المدينة في انتفاضة شعبية عارمة جاءت كرد فعل على المجازر التي اقترفتها قوات الاحتلال الفرنسي بمنطقة سطيف القريبة في الثامن ماي. حمية الجزائريين دفعت بهم إلى الخروج من جديد في مظاهرات منددة بالجرائم التي ترتكب في حق المدنيين بعد الأحداث التي أودت بحياة الكثيرين في تاريخ الثامن من ماي سنة 1945 وهو ما أكده المجاهد إبراهيم عليوش الذي شارك في أحداث فج مزالة وأدخل سجن "لامبيز" (باتنة). ينضم إلى صوت قائد ذاك التجمع أصوات شهادات أخرى لا يزال أصحابها على قيد الحياة وعايشوا تلك الأحداث.. فرووا بإسهاب عن تلك الانتفاضة التي دفعت بهم إلى رفع صوتهم أكثر في وجه المستعمر الظالم من خلال رفعهم للعصي والسلاح الأبيض وبعض بنادق الصيد ليقرروا المهاجمة. ونظرا لتلاقي المشاعر والمواقف الوطنية الجياشة لم تكن فرجيوة وحدها يومها في مواجهة الاستعمار رغم ما سلط عليها من قهر بلغ أوجه في الأيام الموالية كما سجل التاريخ في اليوم نفسه (9 ماي 1945) انتفاضات مماثلة بكل من دوار المنار تسدان، دوار المنار والعياضي من خلال هجمات على مراكز حراس الغابات أسفرت عن سقوط قتلى وتخريب وحرق ممتلكات تابعة لمعمرين. وقد دفعت تلك المناطق ذات التضاريس الوعرة خلال شهر ماي من نفس السنة ثمن تحديها للإرادة الاستعمارية وذلك باستشهاد ما يقارب 600 شخص واعتقال 300 آخرين وكذا حرق قرى ودواوير بأكملها. تواصلت لاحقا المتابعات الاستعمارية ضد كل المنتفضين وقاموا في شهر سبتمبر 1945 بالمحكمة العسكرية لقسنطينة بإجراء محاكمة 57 متهما أطلق سراح 30 منهم، فيما حكم على الباقين بأحكام قاسية. وبغرض مواجهة احتمالات التمرد والمقاومة الشعبية بنت السلطات الاستعمارية الفرنسية سنة 1952 "السجن الأحمر" وهو اليوم يحتضن تراث ومآثر الثورة المظفرة بالمنطقة. 3 بالصوت والصورة: الفيديو : 1. لقطات حقيقية لمجازر الثامن ماي حمل الفيديو الصور : هكذا كانوا يقتلون وعلى المباشر من دون حياء حتى أمام الكاميرات . كتبوا عن المجازر: الكاتب الفرنسي فرانسيس زانمبوني: "ما عاشته الجزائر يماثل المجازر المرتكبة ضد الهنود الحمر" في رواية أصدرها الكاتب والمؤرخ الفرنسي فرانسيس زانمبوني واختار لها عنوان "جزار قالمة" نجد الكثير من التفاصيل التي رصدها الكاتب من خلال تسجيل الأحداث البشعة التي ارتكبتها السلطات الفرنسية في الجزائر طوال فترة استيطانها. وبين طيات صفحات كتابه الجديد كتب هذا المؤرخ "لقد عاش الجزائريون خلال الفترة الاستعمارية نفس الذي عاشه الهنود الحمر في الولايات المتحدة". ملخص الرواية يشي بالكثير من الأحداث التي رغبت أطراف سياسية فرنسية بتغطيتها والتستر عليها، فتحكي الرواية حياة نائب محافظ في سطيف في فترة الأربعينيات والذي يعود إلى الجزائر بعد مرور 60 سنة عن أحداث 8 ماي ويتم إيقافه في المطار بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ليدلي لاحقا بشهادته الكاشفة عن الجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الفرنسي ومعها السلطات الأمريكية التي قررت غض البصر عن تلك الأحداث الفظيعة والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء. المؤرخ أمريكي لوران، مبديا استغرابه من تعتيم المجازر: "التاريخ يكتبه المنتصرون" لم يخف هذا المؤرخ ذهوله من حجم البشاعة التي طالت الجزائريين في تاريخ 08 ماي 1945 من خلال تلك المجازر التي قال عنها "عندما علمت بتك الأحداث صدمت كثيرا لسببين: أولا لبشاعتها، وثانيا لأنني لم أسمع بها من قبل وأنا الذي كتبت وقرأت عدة كتب في التاريخ". كما أعلن هذا المؤرخ الذي زار المتحف الوطني للجيش بالجزائر بأن كل ما يعرفه كان منصبا في الاحتفالات التي عرفها العالم بانتصار الحلفاء، دون أن يسمع بالمجازر التي وقعت في الجزائر. فقال معلقا أن التاريخ يكتبه المنتصر وهو ما يعني أن التاريخ ليس دقيقا. | |
|