hako عضو جديد
عدد المساهمات : 15 تاريخ التسجيل : 02/07/2011 العمر : 35 الموقع : hakohako819@gmail.com
| موضوع: هموم وخواطر الكشاف السبت يوليو 02, 2011 10:20 am | |
| قهوة مالحة كان يراها وهي تذهب وتعود.. تبعها مرات عدة لكن خجله منعه من الحديث معها سأل عنها وعن أهلها ..أُعجب بأخلاقها تقدم إليها وخطبها من والديها.. خرج ذات مرة معها بعد أن دعاها إلى فنجان قهوة جلسا في مكان منعزل من المطعم كان مضطربا جدا ولم يستطع الحديث هي بدورها شعرت بذلك لكنها كانت رقيقة ولطيفة فلم تسأله عن سبب اضطرابه وفجأة أشار للجرسون قائلا: رجاء ... أريد بعض الملح لقهوتي !! نظرت إليه وعلى وجهها ابتسامة استغراب احمر وجهه خجلاً ومع هذا وضع الملح في قهوته وشربها سألته لم أسمع بملح مع القهوة .. رد عليها قائلا: عندما كنت فتى صغيرا، كنت أعيش بالقرب من البحر كنت أحب البحر واشعر بملوحته، تماما مثل القهوة المالحة، الآن كل مرة اشرب القهوة المالحة أتذكر طفولتي، بلدتي، واشتاق لوالدي اللذين علماني وربياني وتحملا لأجلي الكثير.. تأثر كثيرا .. امتلأت عيناه بالدموع ..
هي بدورها تأثرت لحديثه العذب ووفاءه لوالديه فترقرقت الدموع في عينيها.. حمدت الله أنه جعل نصيبها على شاب حنون رقيق القلب لطالما طلبت ذلك من الله بصدق في صلاتها لطالما سألته في سجودها أن لا يجعل حياتها هماً ونكداً مع رجل لا يخاف الله أخيرا حقق الله لها أمنيتها .. وكانت تشتاق إلى رؤيته كلما أخرج رأسه الأصلع من خلف باب بيتها وهو يودعها لكن قهوته المالحة شيء غريب !!
إلى هنا، القصة كأي قصة لخطيبين.. كانت كلما صنعت له قهوة وضعت فيها ملحاً لأنه يحبها هكذا.. مالحة.. بعد أربعين عاما من زواجهما وإنجابهما ستة أطفال، توفاه الله.. مات الرجل الحبيب إلى قلبها بعد أن تحمل كأبيه أعباء كثيرة لكن بيتهما وعشهما الدافئ أهدى للمجتمع ستة أطفال اثنان أطباء جراحة .. والثالث مهندس رفيع المستوى .. والرابع محامي شريف يقف مع الحق إلى أن يرده لأصحابه والخامسة طبيبة توليد والسادسة لا تزال تكمل مشوارها الدراسي مات هذا الأب العظيم، بعد أربعين عاماً من حياة الحب والود مع رفيقة دربه
لكنه قبيل موته ترك لزوجته رسالة هذا نصها: سامحيني، لقد كذبت عليك مرة واحدة فقط القهوة المالحه ! أتذكرين أول لقاء في المقهى بيننا ؟ كنت مضطربا وقتها وأردت طلب (سكر) لقهوتي ولكن نتيجة لاضطرابي قلت (ملح) بدل سكر!! وخجلت من العدول عن كلامي!! أردت إخبارك بالحقيقة بعد هذه الحادثة ولكني خفت أن أطلعك عليها كي لا تظني أنني ماهر في الكذب !! فقررت ألا اكذب عليك مرة أخرى أبدا لكني الآن أعلم أن أيامي باتت معدودة فقررت أن أطلعك على الحقيقة انا لا أحب القهوة المالحة !! طعمها غريب ! لكني شربت القهوة المالحة طوال حياتي معك ولم اشعر بالأسف.. لأن وجودي معك وقلبك الحنون طغى على كل شيء .. لو أن لي حياه أخرى في هذه الدنيا أعيشها لعشتها معك حتى لو اضطررت لشرب القهوة المالحة مرة أخرى.. لكن ما عند الله خير وأبقى وإني لأرجو أن يجمعني الله بك في جنات ونعيم.. أغرقت دموعها الرسالة.. وصارت تبكي كالأطفال..
في أحد الأيام.. سألها ابنها: أمي ما طعم القهوة المالحة ؟ فأجابت: إنها على قلبي أطيب من السكر.. إنها ذكرى عمري الذي مضى.. وفاضت عيناها بالدموع | |
|